مشروع رفيق الحريري رقد معه في الضريح
أعزائي في الإدارة السورية الجديدة…
لعله بلغكم أو وصل لمسمعكم طلب أحمد الحريري منكم عبر الإعلام، بتزويده بما لديكم من وثائق عن عملية اغتيال الرئيس الشهيد #رفيق_الحريري. بالله عليكم اعتبروا الطلب مزحة سمجة منه، فالرجل اعتاد على الشعبوية وشد العصب العاطفي، ولديه مبدأ ومنهج قائم على قاعدة: “#حسب_السوق_سوق”، ويسعى بحسب هذه القاعدة التي تفتقر لأبسط المبادئ، إلى تبييض سجل حزب أجرم بحق سوريا ولبنان، تمهيداً لإبرام تحالفات رباعية جديدة، تحت مسميات مختلفة، ولهدف واحد صار مبتذلاً جداً.
إذ أنه وكما تعلمون، فقد تم تأسيس محكمة دولية بدأت نشاطها عام 2009, كبَّدت الخزينة اللبنانية أكثر من 408 مليون دولار. ومن بعد مرور 11 عاماً، خلُصَت هذه المحكمة إلى اتهام عناصر من #حزب_السلاح بارتكاب الجريمة. وبدلاً من أن يقوم السيد أحمد الحريري بإدانة الحزب ككل، كونه وبحسب قول أحمد الحريري نفسه، فإن عناصر الحزب هم عناصر منضبطة، وغير متفلتة، ولا يمكن لها ارتكاب جريمة بحجم وطن إلا بتعليمات من قيادة الحزب، غير أن أحمد الحريري لم يتردد مؤخراً في الإشادة بتضحيات أمين عام حزب السلاح، وباقي العناصر الحزبية التي سقطت. والسبب كما أسلفت، لأنه من أصحاب مبدأ وعقيدة: “حسب السوق سوق”.
وعليه، نتمنى منكم اعتبار كلام الحريري في إطار التحرّش بكم، وباباً من أبواب الشعبوية التي ينتهجها بحسب متطلبات السوق، وعند الحاجة لحشود شعبية أو عشية كل انتخابات، ولا تعيروا أي أهمية لرأيه بكم، إذ أنه #لا_يفتي_فاشل_لمقاتل اقتلع #نظام_البراميل.
مع نهج أحمد هذا، بتنا اليوم نتحسّر على تعطيل البلد لسنوات عديدة، وعلى سقوط معظم رموز 14 آذار الواحد تلو الآخر لأجل معركة تأسيس المحكمة الدولية.
وبتنا نتحسّر أيضاً على أكثر من 408 مليون دولار تكبّدتها الخزينة اللبنانية على المحكمة، بينما كنا نشتهي تأمين بعض الحقوق في #طرابلس_الكبرى، ونُحرم منها بالمطلق. إذ أن مبلغاً كهذا كان ليكفي تشغيل #مطار_القليعات، وبناء الجامعة والمهنيات، وتشييد الطريق الدولية من البداوي للحدود، وتنقية مياه نهر الاسطوان من مياه الصرف الصحي التي تسرطن مزروعات سهل عكار، إضافة لتطوير #مرفأ_طرابلس، وإنشاء المنطقة الاقتصادية، وتطوير معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي.
حبّذا لو أننا تصرفنا وفق عقلية وذهنية المتاجرة التي ينتهجها أحمد الحريري وشيخه والمحيطين به، واشترينا بهذا المبلع ذهباً. كان سعر الذهب المتوسط للأونصة الواحدة خلال تلك السنوات حوالي ألف دولار، واليوم صار سعرها حوالي 3 آلاف دولار، أي كان ليكون لدينا اليوم مبلغاً يتجاوز 1.2 مليار دولار.
لو أنكم تعلمون كم كانت حصة عكار من كل موازنات الحكومات التي شكّلها تيار المستقبل مجتمعةً. أشعر بالعار لو أنني أخبرتكم، لكنها كانت أقل من 75 مليون دولار. لمنطقة منكوبة يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة.
فبالله عليكم، جاوبوا على مطلبه منكم، من خلال إرسالكم له كيلواً من البرازق، إذ أنه لا يحب السنيورة، فالسنيورة تسبب له الضغط العالي.
ختاماً، أرقد بسلام يا رفيق الحريري، وليرقد مشروعك معك، لأن ابن أختك حوّله إلى بوسطة تُساق بحسب أسعار السوق. كنت يا شيخ رفيق تجوب العالم وتلتقي زعماءه، متأبطاً معك ملفات لبنان الاقتصادية والإنمائية، ومصطحباً معك رجالات العلم والإدارة والاختصاص. أما ابن اختك فصار من أكبر طموحه صورة تجمعه مع رئيس دولة أفريقية مغمورة، وبالواسطة وليس عن سابق معرفة.
لا أريد أن أكون مسبباً لك بالحزن على دمار مشروعك، لكن ينبغي عليك أن تعلم يا شيخ رفيق، بأن ابن اختك هذا، قد أوكلت إليه كل شؤون #تيار_المستقبل.
كتب د محمد بدرا