الحدث اليوم في مسقط … مفاوضات مصيرية وللبنان حصة
كتبت “الأنباء” تقول: على وقع ارتفاع وتيرة الضغوط الأميركية على إيران، تتجه الأنظار إلى ما قد تسفر عنه المفاوضات في سلطنة عُمان، التي تبدأ اليوم السبت بين الوفدين الأميركي والايراني بمشاركة وزير خارجية عمان.
فالحدث اليوم في مسقط، حيث من المتوقع أن تكون بداية لجولات أخرى من المباحثات، وسط تلويح أميركي بخيارات تصعيدية إذا رفضت طهران تفكيك برنامجها النووي.
مصادر مراقبة توقعت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن تتوصل هذه المفاوضات إلى أمرين لا ثالث لهما، فإما الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات عن إيران مقابل أن تتخلّى إيران عن أذرعها العسكرية في المنطقة، أو التوجه إلى حرب مفتوحة تصيب شظاياها كل المنطقة. المصادر وصفت هذه المفاوضات بالمصيرية وقد يؤدي فشلها الى تغيير وجه المنطقة بأسرها.
مصير السلاح
في هذه الأثناء، لا تزال ترددات زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تخيّم على صورة المشهد السياسي في لبنان، فالحديث عن مصير سلاح حزب الله بدأ يأخذ حيّزاً مهماً من اهتمامات المسؤولين ولكن بمقاربات مختلفة. فالبعض يضعها على نار حامية، والبعض الآخر يريد حل هذه المشكلة بالسياسة.
وكان لافتاً تصريح رئيس الحكومة نواف سلام، خلال مشاركته في معرض صور “خمسون في خمسين” للحرب الأهلية في المكتبة الوطنية في بيروت، قال فيها: “فلنطبق بنود اتفاق الطائف بالكامل، ولنصوّب ما طبق منه خلافاً لنصه أو روحه، ولنعمل على سدّ ما تبيّن فيه من ثغرات”، مضيفاً “اتفاق الطائف قال ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وهو ما تخلّفنا عنه طويلاً، فلا بد من التشديد اليوم ان لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعيّة للسلاح”.
وشدد سلام على أن “الدولة وحدها هي التي توفر الامن والأمان لكل المواطنين وهي وحدها القادرة على بسط سلطة القانون في كل ارجاء البلاد وعلى صون الحريات العامة والخاصة. فلنعمل إذاً من اجل دولة قوية عادلة تُعيد الثقة إلى شبابنا، دولة حديثة نعيد بناء مؤسساتها على أساس الكفاءة لا الزبائنية، دولة مدنية تضع في قلب سياساتها الإنسان الفرد، المتساوي في الحقوق والواجبات مع شريكه في المواطنة، لا الطائفة او المذهب”.
العبرة من ذكرى الحرب
بالتزامن، تحل الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية في الثالث عشر من نيسان، ولبنان على مفترق طريق، ولا بد من أخذ العبر من هذه الذكرى، لا سيما في هذه المرحلة من تاريخه. وتتجه الأنظار إلى كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون في الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم عشية هذه الذكرى المشؤومة.
وفي الذكرى، كتب الرئيس وليد جنبلاط عبر حسابه على منصة اكس: “من الأفضل ونحن على مشارف ذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان، الوقوف دقيقة صمت وتأمل ومراجعة بدل اعطاء الدروس في كيفية التصرف”.
تنسيق رسمي
في المواقف، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن التواصل قائم بين كل الفرقاء، وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان في المرحلة الماضية على تنسيق دائم مع حزب الله وهو مستمر في مساعيه وان الجانب اللبناني قام بما عليه في ما خص القرار 1701، مشيراً إلى خلل يتمثل بالاعتداءات الاسرائيلية التي لم تتوقف على الاراضي اللبنانية بالإضافة الى احتلالها لخمس مواقع في الجنوب وعدم الافراج عن الاسرى اللبنانيين لديها.
وسأل: “كيف يمكن الحديث عن سحب السلاح في ظل هذه الاعتداءات المستمرة؟”، مشيراً الى انتشار الجيش في كل منطقة جنوب الليطاني. وقال: “هناك موجبات على اسرائيل يجب الالتزام بها لأنه لا يمكننا الحديث في الملف اللبناني في ظل الخروقات الاسرائيلية”.
ولفت الى أن التنسيق بين الرؤساء الثلاثة لبلورة موقف لبناني موحّد بردود واضحة على كل الأمور. وقال إن التواصل قائم بين رئيس الجمهورية والرئيس بري حول هذا الموضوع ولا شيء يمنع اللقاء بين حزب الله والرئيس عون الذي يبذل جهداً كبيراً للوصول الى موقف لبناني موحّد، فالجو برأيه مهم للوصول الى صيغة معنية في هذا الملف.
بدوره، اعتبر النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان حزب الله ليس لديه مهرب من تسليم سلاحه، لافتاً الى أن الرئيس عون يعالج هذا الموضوع بحكمة وروية، وحزب الله في النهاية لا بد أن يسلم سلاحه، لأن بقاء السلاح يعني عودة الحرب، سائلاً: “هل الحزب مستعد للسير بالحرب من جديد بعد خسارته 85 في المئة من قدرته القتالية”، مستبعداً أن يطلب المرشد الايراني علي خامنئي من حزب الله تسليم سلاحه. وقال إن ايران تعرف كيف تحمي نفسها من الحرب وذلك من خلال التخلي عن حلفائها كما فعلت مع النظام السوري وحزب الله وحماس والحوثي. وليس بالضرورة ان تطلب من الحزب تسليم السلاح للدولة، لافتاً إلى دور مهم للرئيس بري في مسألة تسليم السلاح. ووصفه بالميزان والعليم بالمزاج الدولي.