سياسة

عون فتح جبهة (الكبسات) وسلام الإثنين إلى دمشق للقاء الشرع

كتبت “نداء الوطن” تقول: يشعل المسيحيون في لبنان غداً شموع الشعانين في الوقت نفسه الذي يطفئ فيه كل اللبنانيين شمعة الذكرى الخمسين لاندلاع حرب الـ 1975 .

وعشية رجاء الشعانين وذكرى أطول حروب هذا البلد، تلاحقت الخطوات الرسمية والقضائية التي تتصل بالملفات الرئيسية وفي مقدمها ملف سلاح “حزب الله” وملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 .

 

وأتت الزيارتان المتتاليتان اللتان قام بهما أمس رئيس الجمهورية جوزاف عون لمرفقَي النافعة ومرفأ بيروت بمثابة تدشين مرحلة عنوانها الزيارات المفاجئة للمرافق العامة (الكبسات) وهو أمر نادر الحصول في تاريخ الجمهورية.

وتؤكد دوائر قصر بعبدا أن زيارة عون للنافعة ستكون بداية لإطلاق رحلة محاربة الفساد بعد إتمام التعيينات البارزة. كما تؤكد أن الشكاوى الواردة من النافعة كثيرة وكان المواطنون يدفعون الثمن الأكبر وكذلك خزينة الدولة، لذلك اتخذ القرار الحاسم بضبط النافعة وهذه بداية من رئيس الجمهورية لتنفيذ “كبسات” على كل المؤسسات. فالداخل يطالب بمحاربة الفساد والخارج لن يساعد لبنان إذا لم تضبط مزاريب الهدر والسرقة والفساد.

 

وتلفت دوائر بعبدا إلى أن زيارة المرفأ تحمل عنوان مكافحة الفساد لكن أيضاً لها عنوان أمني بامتياز وهو تشديد الرئيس على بسط سلطة الدولة على المرفأ لحمايته من أي اعتداء إسرائيلي ومنع استعماله لتهريب السلاح أو الأموال غير الشرعية، وبالتالي لا تساهل من الرئيس في هذا المجال وقد توجه عون إلى الموظفين مباشرة طالباً منهم التشدد وتطبيق القانون.

 

وعلمت “نداء الوطن” أن كلمة عون في ذكرى 13 نيسان ستبث اليوم عند الساعة الثامنة مساء، وستذكّر بالمآسي التي مرت على لبنان والثمن الباهظ الذي دفعه البلد والشعب من جراء الحروب. وسيدعو إلى استخلاص العبر واستغلال الفرص وأهمها الفرصة المتاحة حالياً لإعادة بناء الدولة. وسيؤكد رئيس الجمهورية الثوابت الوطنية التي ورد قسم كبير منها في خطاب القسم والتي هي كفيلة بحماية لبنان من تكرار الحرب وتحييد البلد عن صراعات الآخرين.

 

المحقق العدلي يستجوب اللواءين ابراهيم وصليبا

وتزامناً مع زيارة الرئيس عون للمرفأ كان قصر العدل في بيروت على موعد مع التحقيقات التي استأنفها أمس المحقق العدلي في انفجار بيروت القاضي طارق البيطار والتي شملت للمرة الأولى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، كما شملت اللواء طوني صليبا. وعلى مدى ساعات وجّه القاضي البيطار أسئلة، لا سيما إلى اللواء ابراهيم، حول أطنان نيترات الأمونيوم التي مكثت نحو 6 أعوام في المرفأ قبل أن تتحول إلى أكبر انفجار غير نووي في التاريخ. ويشبّه المراقبون المسار الجديد للتحقيق بمثابة البدء في فتح “الصندوق الأسود” لهذه القضية التي هزت لبنان والعالم.

 

ومع تقدّم مسار التحقيقات، يُتوقّع أن يُحدِّد القاضي البيطار جلسات استجواب السياسيين المدعى عليهم في الملف خلال الأيام المقبلة، على أن تُترك استجوابات القضاة إلى مرحلة لاحقة، وسط ترقّب لما سيحمله إليه المحققون الفرنسيون الذين سيلتقونه في الأسبوع الأخير من شهر نيسان.

 

إذاً، وبعد استجوابه الموظفين والعاملين في مرفأ بيروت، واستماعه إلى شهود، استجوب القاضي البيطار أمس، اللواء ابراهيم واللواء صليبا، وتركهما رهن التحقيق ومن دون اتخاذ أي إجراء بحقهما.

 

وخلافاً لجلسات الاستجواب التي يقوم بها البيطار منذ استئنافه عمله، شكّل استجواب اللواء ابراهيم نقلة نوعية في التحقيق. إذ حضر في الموعد المحدد لجلسة استجوابه وأبلغ البيطار بتقديم دعوى مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن أعمال القضاة العدليين أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، فما كان من البيطار إلا إبلاغه بعدم جواز ردّه استناداً إلى الدراسة التي سبق ونشرها والمرتكزة على عدم إمكانية مخاصمة أو ردّ المحقق العدلي، وهنا توجه البيطار إلى ابراهيم سائلاً عن استعداده لمباشرة جلسة الاستجواب، عندها أبلغ ابراهيم المحقق العدلي طارق البيطار بعدم ممانعته بالسير في الاستجواب على الرغم من وجوب توقفه عن متابعة أي إجراء يتعلق به، كون الأخير أصدر قراراً اعتبر نفسه بموجبه غير خاضع لقواعد وأصول الردّ والتنحي والمداعاة ولسائر الإجراءات المماثلة المنصوص عنها قانوناً.

 

وإذ وضع ابراهيم مثوله أمام المحقق العدلي في إطار تأكيده أنه “تحت سقف القانون والقضاء واحتراماً منه لعوائل الشهداء والضحايا، وكي لا يفسّر عرقلة لسير العدالة ووثوقاً من براءته”، كذلك فعل اللواء طوني صليبا الذي حضر من قبرص (اليونانية) أمس، وتوجه إلى قصر العدل قبل 50 دقيقة من موعد الجلسة المخصصة له. ويأتي مثول صليبا أمام البيطار للمرة الأولى في حين سبق واستجوبه 3 قضاة حول تفجير المرفأ من بينهم المحقق العدلي السابق في الملف القاضي فادي صوان.

 

وتشير هذه الخطوات إلى سقوط جميع الاتهامات والشكوك التي أُثيرت حول عمل المحقق العدلي، ما يندرج ضمن إطار تمهيد الطريق أمام إحالته التحقيقات إلى النيابة العامة التمييزية لإبداء مطالعتها، تمهيداً لإصدار القرار الاتهامي وإحالته إلى المجلس العدلي لبدء جلسات المحاكمة العلنية وكشف الخيوط التي توصّل إليها خلال مسار عمله.

 

ومن انفجار المرفأ، إلى سلاح “حزب الله”. فقد أبلغت أوساط وزارية “نداء الوطن” أنه لمجرد بدء النقاش بين رئيس الجمهورية و”الحزب” حول سلاح الأخير ، هذا يعني أن لا حوار وطنياً حول هذا السلاح بل ذهب هذا الموضوع إلى التنفيذ. ويمكن لهذا النقاش أن يتم أيضاً بين رئيس الحكومة و”الحزب” وبين قائد الجيش و”الحزب” ما ينهي مرحلة ممتدة من العام 2006 عندما انطلق الحوار حول سلاح “حزب الله” ووصل الآن إلى مرحلة إنهاء المشروع المسلح وتحقيق المساواة بين اللبنانيين . ولفتت إلى أن التحرك الداخلي نحو سلاح “الحزب” أتى قبل بدء مفاوضات سلطنة عمان اليوم بين الولايات المتحدة وإيران.

 

سلام الإثنين إلى دمشق

وفي السراي، ‏عقد مجلس الـوزراء جلسته برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام الذي دعا إلى دقيقة صمت وطنية شاملة ظهر غد الأحد حيث تتوقف فيها الحركة في كل مكان من لبنان لنجتمع جميعنا كلبنانيين تحت شعار “نتذكر سوا لنبني سوا”.

 

وسيعود مجلس الوزراء اليوم لمتابعة البحث في إقرار موضوع إصلاح المصارف، على أن يزور سلام بعد غد الإثنين دمشق على رأس وفد رسمي ويجري محادثات مع الرئيس أحمد الشرع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى