سياسة

عون إلى قطر غداً وسلام في دمشق لإعادة تنظيم العلاقات

كتبت صحيفة “اللواء”: أحيا لبنان، بصمتٍ مدوٍ، الذكرى الخمسين للحرب التي اندلعت في 13 نيسان عام 1975، وسط بيروت، بحضور الرئيس نواف سلام، الذي وضع اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء، مع الوقوف دقيقة صمت حداداً على الشهداء الذين سقطوا في الحرب المشؤومة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ «اللواء» أن زيارة الرئيس عون إلى قطر في الـ 48 ساعة المقبلة تأتي في سياق شكر دولة قطر على وقوفها إلى جانب لبنان ودعمها إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال مشاركة سفيرها في اللجنة الخماسية.

ولفتت إلى أن العلاقات اللبنانية- القطرية تحضر في هذه الزيارة التي لن تستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة، كما أن البحث قد يشمل سلسلة ملفات ومن بينها الإجراءات المتخذة في ملف الاصلاحات.

إلى ذلك، أوضحت المصادر انه ليس واضحا ما إذا كانت هناك من جلسة حكومية مرتقبة قبيل توجه وفد وزاري إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.

واليوم، يتوجه الرئيس نواف سلام الى دمشق، لعقد سلسلة اجتماعات، ابرزها مع الرئيس احمد الشرع، والتي تتناول بحث العلاقات الثنائية، وإلغاء المجلس الاعلى اللبناني- السوري، وبحث ملف الحدود من الاشتباكات الى الترسيم، عبر لجنة مشتركة برعاية المملكة العربية السعودية، وملف عودة النازحين، وملف المفقودين اللبنانيين والسجناء السوريين، واتفاقيات في الزراعة والنفط والغاز وتصدير البضائع عبر منصة مشتركة.

وتوقع الرئيس سلام في كلمته في وسط بيروت ان يعود «بأخبار طيبة بشأن قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية».

وحسب بعض مصادر المعلومات فإن نائب رئيس الحكومة طارق متري اعد خطة لاعادة 400 الف لاجئ بوقت قصير اذا ما تم الاتفاق مع سوريا.

وحسب معلومات «اللواء» سيتم التركيز على مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا منذ سنوات طويلة، وسط معلومات عن ان معظمهم بات في عداد الشهداء وان البحث جار عن جثامينهم، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات من اي جهة رسمية لبنانية او سورية.

وحسب مصادر السرايا الحكومية، فإن الوفد سيثير ايضا موضوع عودة النازحين السوريين، بعدما شكل مجلس الوزراء لجنة خاصة لهذا الملف تضم نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء الشؤون الاجتماعية والخارجية، الدفاع، الداخلية العدل والعمل. وهي اعدت خطة لإعادة 400 الف نازح خلال فترة قريبة.

وقالت المصادر: ان الزيارة ستمهد لزيارات وزارية لاحقة تشمل وزراء الاقتصاد والاشغال العامة والنقل والزراعة وغيرها من وزارات معنية بالعلاقات البينية بين لبنان وسوريا، للبحث في الاتفاقات المعقودة ودرس ما يجب الغاؤه منها وما يجب وضع اتفاقات جديدة له.

واكتفى وزير الداخلية العميد الحجار بالقول لـ«اللواء»: «انها اول زيارة رسمية للحكومة الجديدة وننتظر ان تكون فاتحة خير لعلاقات جديدة بيننا وبين سوريا لتنظيم العلاقات».

وكشف مصدر رسمي ان زيارة سلام الى دمشق ستكون قصيرة، ويعود بعدها مساء الى بيروت.

ويضم الوفد وزير الخارجية يوسف رجي والدفاع ميشال منسى والداخلية احمد الحجار، للقاء الرئيس الشرع وايضا وزراء الخارجية والدفاع والداخلية السوريين، لإستكمال الحديث حول العلاقات الثنائية في كل المجالات، لاسيما لجهة تنظيم وضع الحدود ووقف عمليات التهريب بكل انواعها وطرح اعادة البحث بالاتفاقات المعقودة بين البلدين وتنظيم العلاقات على نحو جديد من دولة إلى دولة، على ان يتم لاحقا البحث في توقيع اي اتفاقية جديدة برعاية سعودية سبق ان مهدت لها الرياض عبر ترتيب اجتماع لوزيري الدفاع اللبناني والسوري. ولن يرافقهم هذه المرة اي مسؤول امني باعتبار ان التواصل قائم بين المسؤولين الامنيين في البلدين حول الامور الطارئة.

عون إلى قطر

ويغادر الرئيس عون الى قطر في زيارة رسمية غدا او الاربعاء، بدعوة من الامير تميم بن حمد آل ثاني، على ان تليها نهاية الشهر زيارة الى الامارات العربية المتحدة.

رسالة عون

ومساء السبت وجَّه الرئيس جوزف عون رسالة «بالعامية» الى اللبنانيين، واستهلها بالقول: «بعد نصف قرن على مأساة الحرب الاهلية واجب علينا ان نكون تعلمنا ان العنف والحقد لا يحل اي مشكلة في لبنان، وان الدولة بمؤسساتها هي المرجع الوحيد فنتساوى جميعا رغم اختلافاتنا».

واكد رئيس الجمهورية «الأوان حان لنقول جميعاً ان الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية السيدة العادلة الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة عن ارادة اللبنانيين»… مشيراً الى ان اي طرف يستقوي بالخارج يجلب الدمار للبلاد».

ولم تمرّ الذكرى، دون موقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأعلن يمكن للبنان اليوم ان يخرج من حروب الآخرين، وان يبني السلام والوئام الدائمين في ظل دورة قوية وذات سيادة».

إقرار المشاريع الاصلاحية

الى ذلك، تواصل الحكومة قريبا مسار التعيينات الادارية ووضع مشاريع القوانين الاصلاحية بعد إقرار مشروعي السرية المصرفية وتنظيم المصارف، وعلى برنامجها تعيين رئيس واعضاء مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار بعدما اقفلت وزارة التنمية الادارية باب الترشيحات لهذه المراكز. كذلك وضع مشروع قانون اصلاح القضاء واستقلالية السلطة القضائية في اقربجلسة لمجلس الوزراء.

وفي الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء السبت الماضي، اقر المجلس مشروع اعادة هيكلة تنظيم القطاع المصرفي.

وقال وزير الإعلام بول مرقص «سنحقّق في غضون أسابيع قليلة رزمة إصلاحية يحتاجها لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي وخصوصاً صغار المودعين». وأكد أن الحكومة ستنكبّ راهناً على إعداد مشروع قانون معالجة الفجوة المالية الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام المالي، مشيرا إلى أن الحكومة سبق أن أقرّت مشروع قانون يرمي إلى إجراء تعديلات على قانون السرية المصرفية كشرط ضروري للمحاسبة.

وأضاف:«أموال المودعين لا سيّما صغار المودعين تتمتّع في مشروع القانون الذي أقرّ اليوم بالأولوية في حماية الودائع».

واعتبر الرئيس سلام، ان اقرار قانون السرية المصرفية، مؤشر إلى أهمية الإصلاح في هذا المجال، قائلاً: «هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال، لكن الإصلاح في هذا الجانب سيكون له دور كبير في استعادة الودائع المفقودة». وقال إن هذا الإصلاح يشكّل جزءاً من التزام الحكومة بمكافحة الفساد وضمان الشفافية في النظام المصرفي.

وينشغل لبنان في اليومين السابقين لعطلة الجمعة العظيمة والفصح المجيد، بالاستعدادات الجارية لاجتماعات صندوق الدولي، ومعرفة ما اذا كان المجلس النيابي سيتمكن من اقرار مشروع القانون الذي أقره على الوزراء في جلسته الأخيرة.

ويتوجه رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان الى الولايات المتحدة قبل الجمعة العظيمة، وعشية توجُّه الوفد الرسمي المؤلف من الوزيرين ياسين جابر (وزير المالية) وعامر البساط (وزير الاقتصاد) الى جانب حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وذلك لعقد اجتماعات مع صندوق النقد الدولي، والموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس حول الاصلاحات المالية والمصرفية.

البلديات

على الصعيد البلدي، اوضح الوزير الحجار ان التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية يسير بخطى ثابتة وفق الاجراءات المقررة، وسيتم هذا الاسبوع تحديد موعد الانتخابات في بيروت او محافظتي البقاع ودعوة الناخبين إلى الاقتراع، بعد ان حددنا مواعيد انتخابات جبل لبنان ثم محافظتي الشمال.

وبالنسبة لمحافظتي الجنوب والنبطية، لا سيما القرى الامامية عند الشريط الحدودي، قال الحجار: «الامور قيد الدرس والانتخابات ستجري، اما في القرى المدمرة فقد يُصار إلى تحديد اقلام اقتراع في المدن او القرى القريبة الآمنة بما يمكّن الناخبين من ممارسة حقهم الانتخابي».

الهيئة الناظمة

وعلى صعيد الكهرباء، كشف رئيس حزب القوات اللبنانية ان وزير الطاقة جو الصدي، انهى الاجراءات الخاصة بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، بعد تأخير دام 23 سنة، منذ صدور قانون تنظيم الكهرباء 464/2002.

السيطرة للجيش جنوبي الليطاني

واهتمت الاوساط الدولية والمحلية بالمعلومات التي تسربت عن مصدر مقرّب من حزب الله، بأن «معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني». وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هناك «265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، سلَّم الحزب منها قرابة 190 نقطة».

ميدانياً، شنت مسيَّرة اسرائيلية غارة جوية بصاروخ موجَّه، واستهدفت منطقة الدبش عند الاطراف الشرقية لبلدة يحمر الشقيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى