“الستاتيكو ” الحالي مع لبنان لا يزعج إسرائيل
كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: إزاء الضغط الذي تتعرّض له من جانب الولايات المتحدة للقبول بتسويات، خصوصاً في ملفي إيران وغزة، قد تجد إسرائيل أنّ الخيار الأفضل لها في لبنان هو تثبيت الوضع الذي تتحكّم به حالياً. وواقعياً، هي لن ترى مشكلة في رفض «حزب الله » التزام قرار تسليم السلاح في شمال الليطاني، ما دامت قد أمّنت نزعه من جنوب النهر في شكل كامل، بضمان الجيش اللبناني و«اليونيفيل » وبدعم واشنطن القوي والمباشر. ولأنّها تستطيع فيأي لحظة تدمير أي هدف شمال الليطاني، كما تفعل اليوم، وتدركأنّ «الحزب » لن يجرؤ أبداً على الردّ بصواريخ من البقاع وسائرالمناطق الواقعة شمالاً، لأنّ عواقب أي مغامرة من هذا النوع ستكون وخيمة جداً.
إذا قرّر «الحزب » خلط الأوراق مجدداً، فليس أمامه سوى خيار واحد: تفجير الحرب، وأياً كانت النتائج، ما دامت الخسائر في الاستنزاف الحالي لم تعد محمولة. وقد يبدو للبعض أنّ «الحزب »سيجرؤ على المغامرة، لكن هذا الاحتمال لم يعد واقعياً، لأنّ«الحزب » يعرف ما ينتظره من مخاطر في هذه الحال. فلو كان قادراً على القتال لما أوقفه أساساً ووافق على اتفاق لوقف النار يلبّي تماماً شروط إسرائيل، ولما سكت طوال 6 أشهر مضت على الضربات التي يتلقاها يومياً.
«الكلمة السرّ » تكمن في موقف الدولة اللبنانية، أي رئيس الجمهورية وحكومة الرئيس نواف سلام. فحتى الآن، الدولة «تبعد عن الشر وتغني له »، وعلى الأرجح هي ستبقى كذلك طويلاً. لكنها في هذه الحال لن تستطيع إرضاء أحد، لا «الحزب » ولا إسرائيل ولا الأميركيين. فالجميع يريدها أن تفعل المزيد، فيما هي عاجزة تماماً، كما كانت دائماً. وهذا العجز سيقود لبنان إلى المجهول.