مسيّرات الاغتيال تُشعل الجنوب وصرخة مزدوجة في بروكسيل

فيما تتطلع الأنظار في لبنان الى أسبوع حافل بالمحطات المفصلية والاستحقاقات المتصلة بأزماته الكبيرة والخطيرة مثل مؤتمر بروكسل لصلته المباشرة بأزمة النزوح السوري الثقيل وعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، عاد الوضع المتفجر في الجنوب ليطغى على كل الملفات نظراً لليوم الدامي الذي أمضاه الجنوبيون تحت وطأة شراسة إسرائيلية اتسمت بعنف بالغ وتركيز على تصيّد مقاتلي “حزب الله” بالمسيرات لإيقاع اكبر عدد من الضحايا بينهم. والواقع أن الجنوب شهد امس أحد أشد أيام المواجهات المستمرة منذ ثمانية اشهر بحيث بلغت الحصيلة الدامية رقماً قياسياً هو ثمانية عناصر من “حزب الله” ولم تتوقف عمليات القصف وعمليات المسيّرات عنه للحظة.
وسيركز لبنان الرسمي مستنداً إلى توصيات مجلس النواب وقرارات مجلس الوزراء أمام الأوروبيين على عدم تفريطه بحقوق شعبه وسيبلغ المؤتمر أنه باشر وسيمضي في التشدد في تطبيق القوانين على النازحين المخالفين والموجودين بطريقة مخالفة للقوانين على غرار ما تطبقه بلدان الاتحاد الأوروبي رغم وجود صعوبة في تغيير وجهة نظر الأوروبيين. ويجري التعويل هنا على دول ” تفهمت” حقيقة معاناة لبنان مع النازحين مثل قبرص واليونان وايطاليا حيث ستقف الى جانب الطروحات التي سيعرضها بو حبيب. وسيعرج وزير الخارجية على تعاطي مفوضية اللاجئين “غير المقبولة بكل المعايير الوطنية والديبلوماسية”. وسيتحدث بالوقائع كيف أن المفوضية كانت تعمل وتشجع النازحين السوريين على عدم الرجوع الى ديارهم وأن المطلوب من الاخيرة التعاطي بشفافية عالية مع المؤسسات اللبنانية. وسيعرض حقيقة معاناة لبنان ومؤسساته جراء وجود هذه الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين من خلال ارقام ووقائع وإحصاءات صادمة.
اما في المحطات المفصلية الأخرى فينتظر الوسط السياسي وصول المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة على ان يجري غداً والأربعاء جولة موسعة جديدة من اللقاءات مع مختلف المسؤولين الرسميين ورؤساء الكتل النيابية ونواب مستقلين تتمحور حول محاولة جديدة للحضّ على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت قبل أن تدهم لبنان أحداث وتطورات أخطر، علماً أن باريس تتخوف من عملية إسرائيلية واسعة في لبنان.
وإذ يُتوقع أن يلتقي لودريان سفراء المجموعة الخماسية تاكيداً للتنسيق والتكامل بين مهمته وتحرك السفراء أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عشية وصول لودريان أن “عمل اللجنة الخماسية مستمر عبر نهج واضح يتلاءم مع الواقع اللبناني وأنها تواصل مشاوراتها مع مختلف القوى السياسية”. ولفت الى أن “عمل اللجنة مستمر دائماً ولو في خطوات غير كبيرة أحياناً خصوصاً وأن ليس كل ما تفعله يعلن عنه وحوارنا مع الكتل السياسية يؤكد انهم على استعداد ولو بدرجات متفاوتة لاحداث خرق”.
وفي السياق تزور السفيرة الأميركية ليزا جونسون اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأمس التقى بري الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حضور رئيس اللقاء الديموقراطي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي وتناول اللقاء التطورات ونتائج اللقاءات الخارجية التي اجراها جنبلاط.
التصعيد الدموي
المصدر: النهار