سياسة

مانشيت موقع “القوات”: محور من كرتون.. طهران بمرحلة حرجة جداً

يبدو أن محور الممانعة الذي يبدأ في طهران ويمر عبر اليمن والعراق وسوريا ولبنان لم يكن يتوقع أن تتم الأمور بهذه الطريقة، وأن تكون تداعيات الصراع بهذه الخطورة وتصل الى حد تهديد العمق الايراني، ما استدعى انشاء طهران ما يسمى بوحدة الساحات على وجه السرعة بعد عملية 7 تشرين الاول، لالهاء اسرائيل بأذرع ايران بدلاً من ضربها بشكل مباشر، لكن حسابات الحقل الايراني لم تتطابق مع البيدر الاسرائيلي.

مصادر دبلوماسية تؤكد أن طهران منذ اللحظة الأولى اعلنت عن أنها لا تريد المواجهة الشاملة أو الانخراط في مواجهة مباشرة مع اسرائيل، اعتقدت أن وحدة الساحات ستقوم بإشغال اسرائيل وابعادها عن ضرب ايران مباشرة، لكن وحدة الساحات فشلت بإبعاد شبح الحرب عن راعية المحور، لا بل النيران التهمت اعماقها وباتت تهدد نظامها مباشرة.

تضيف المصادر الدبلوماسية عبر موقع “القوات اللبنانية الالكتروني: “مسارعة ايران الى رفض الخوض في المواجهة الشاملة وعدم ابداء رغبتها بالحرب، وتسمية جبهة الجنوب بجبهة الاسناد، يدل على ان هناك ايعاز ايراني للحزب بعدم التهور، وان تكون بوابة الجنوب للاسناد فقط، لكن اسرائيل كشفت عن الخطة الايرانية، ووجهت الصفعات الواحدة تلو الاخرى لطهران مباشرة”.

تتابع المصادر ذاتها: “على الرغم من تصاعد نفوذ الحزب عسكرياً، لم تحسب طهران خطواتها جيداً، ولم تعطِ اهمية كبرى للتكنولوجيا المتفوقة لدى اسرائيل، والتي حسمت المواجهة مع الحزب منذ اللحظة الأولى، وكما خططت اسرائيل، استطاعت اخذ الحزب وجرّه الى حيث تريد، أي تصفية ابرز قادة الحزب من دون اي توغل بري، او خوض حرب موسعة، لأن اسرائيل تعلم بأن كلفة التوغل البري عالية جداً”.

تلفت المصادر، الى أن رد الحزب على استهداف قادته، كان خجولاً وليس بحجم الخسائر التي تلقاها، اذ اعتمد طريقة رد عادية وباتت معروفة، فهو يرد على الاستهدافات باطلاق رشقات صاروخية تتصدى لها القبة الحديدية، ولا تحدث اضراراً كبيرة مقارنة بالاضرار التي تحصل في الجنوب جراء الضربات الاسرائيلية، والحزب لم يقم بقتل اي مسؤول عسكري اسرائيلي حتى الآن، وهذا فشل عسكري كبير، ويدل على ألا توازن رعب مع اسرائيل، كما أن طريقة الحزب المعتمدة تناسب اسرائيل تماماً، فهي تضرب الحزب في عمق هيكليته، من دون ان تتلقى اي رد صاعق من قبله.

أما من ناحية إيران، أظهر استهداف اسماعيل هنية وقبله الكثير من الاغتيالات التي حصلت على ارض طهران، أن النظام الايراني قوي على شعبه، ووحداته العسكرية والأمنية هي فقط من أجل حماية النظام لا إيران، فهشاشة الأمن شكلت فضيحة مدوية، واثبتت ان محور طهران من كرتون، وأذرعه غير قادرة على حماية ايران، فهي فقط من أجل زعزعة أمن واستقرار الدول العربية.

في انتظار الرد الإيراني، تكشف مصادر مطلعة، عن أن طهران وجدت نفسها في معمعة كبيرة، اذ أن مصير نظامها على المحك بعد استهداف هنية على اراضيها، فهي عجزت عن حمايته، فكيف تزعم بحماية فلسطين والدفاع عن الحزب الذي يعتبر من أهم أذرع طهران في المنطقة، خصوصاً أن الحزب، يتلقى ضربات قاسية من قبل اسرائيل، وايران عاجزة تماماً عن حمايته او مساعدته، واصبحت هي بحاجة الى مساعدة.

تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني: “دماء قاسم سليماني بالنسبة الى طهران ليست اغلى من دماء هنية. بالتالي، من المتوقع ان يكون الرد هزيلاً على الارض، وقوياً عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الاعلام، لأن ايران غير قادرة وغير حاضرة لمواجهة اسرائيل، فكيف الحال اذا تدخلت اميركا وساعدت اسرائيل على ضرب مصالح ايران؟ هذا الامر يرعب طهران كثيرا لأنها تخاف على مصالحها، ومستعدة للتضحية بأكثر من سليماني وهنية لبقاء نظامها”.

تعتبر المصادر المطلعة أن، الرد الايراني سيقابل برد فوري، لا بل اكثر من ذلك، يحكى عن ضربة استباقية مباشرة لطهران في اي لحظة تشعر فيها اميركا واسرائيل بأن طهران ستطلق صواريخها باتجاه اسرائيل، وهذا الامر مبني على معلومات، وهناك رسائل مباشرة وصلت الى طهران تحذرها من الرد. أما الرد الايراني بالطريقة التي ردت فيها على استهداف سفارتها في دمشق، فسيبعد عنها الضربات الاسرائيلية والاميركية، لكنه سيضع مصير طهران على المحك، بالتالي، النظام الايراني يمر بفترة حرجة جداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى