محليات

المحروقات متوفرة ولا انقطاع.. إلا في حال الحصار

ما نلاحظه من تهافت لدى اللبنانيين على تخزين المحروقات والمواد الغذائية والسلع الأساسية خوفاً من انقطاعها وتوقف الاستيراد أو فرض حصار بحري وجوي وربما برّي أيضاً من خلال قصف طرق الإمداد والجسور، أمر مفهوم وغير مستغرب، بظل ارتفاع منسوب المخاوف من توسع المواجهات الدائرة في الجنوب وصولاً إلى مستويات كارثية من الدمار والخراب تطاول البنى التحتية والمرافق الأساسية، على ضوء التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران و”الحزب”. لكن المخاوف تتزايد خصوصاً مع الأخبار التي سرت في الساعات الأخيرة عن إجراءات تقييد ستحصل في الأيام المقبلة تتعلق بساعات فتح محطات الوقود وتقنين توزيع المحروقات. فما صحة ما يتم تداوله حول مخزون المحروقات المتوفر وهل هناك خطر جدي من احتمال انقطاعها من السوق؟

رئيسَ نقابة العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون يلفت، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أننا “في حالة حرب وعلى الناس أن تكون جاهزة ومستعدة قدر الإمكان لأي تطور يمكن أن يحصل، لأنه في حال توسّع الحرب وتطور الوضع الأمني فمن الطبيعي أن البواخر لن تقترب من الشواطئ والمرافئ اللبنانية لإفراغ حمولاتها، أكانت بواخر المحروقات أو المواد الغذائية والاستهلاكية والسلع الأساسية أو غيرها، جرّاء الخطر عليها. لذلك، على الناس أن تحتفظ دائماً باحتياط معيّن في مثل هذه الحالة”.

زينون يؤكد، أن “المحروقات متوفرة والبواخر تصل تباعاً وتفرغ حمولاتها ولا انقطاع أبداً في أي مادة، لكن في حال تطور الوضع إلى حرب أوسع يتغيّر الأمر ونصبح في مكان آخر بطبيعة الحال وسنواجه عندها مشكلة”، كاشفاً عن أن “مخزون الغاز متوفّر بكميات تكفي حاجة السوق والاستهلاك لمدة شهرين على الأقل، كما أن التوزيع على كافة المناطق اللبنانية قائم ويسير بشكل طبيعي يومياً، حتى في الجنوب، فضلاً عن أن البواخر لا تزال تأتي إلى لبنان بشكل طبيعي ودوري بحيث أن كل 10 أيام تقريباً هناك باخرة محروقات (بنزين، مازوت، غاز،) تفرغ حمولتها في الخزانات”.

ثمة نصائح مهمة يشدد عليها زينون، إذ يشير إلى أنه “من الضروري أن تقوم كل المستشفيات بتعبئة خزاناتها من المازوت وغيره كاحتياط لكي تكون جاهزة في حال حصول أي تطور. كما على الناس ألا تترك جرار الغاز فارغة في منازلها وكلفتها مقبولة نسبياً، كذلك إبقاء خزانات السيارات مليئة بالبنزين، ولا حاجة لتخزين الغالونات في المنازل، لأنه في حال توسع الحرب الناس ستختبئ في المنازل والملاجئ المتوفرة ولن تتنقل إلا للضرورة القصوى، وأيضاً حفاظاً على السلامة العامة”.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح زينون بأنه “على أصحاب المولدات الاحتفاظ باحتياط كافٍ من المازوت للاستمرار بتأمين التيار الكهربائي للناس، في حال تطور الوضع الأمني وتم استهداف البنى التحتية وضرب معامل الكهرباء، أو الخزانات، أو امتناع البواخر عن الاقتراب من الشاطئ أو في حال فرض حصار”، متمنياً “ألا يتطور الوضع نحو الأسوأ وينجو لبنان بمعجزة”.

بدوره، يؤكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، أن “ما تم تداوله عن إجراءات تقييد في الأيام المقبلة تتعلق بساعات فتح محطات الوقود، خبر عارٍ عن الصحة كلياً”، لافتاً إلى أن “المحروقات على مختلف أنواعها متوفّرة حالياً في السوق، ولا مشكلة طالما البحر مفتوح والبواخر تأتي تباعاً. أما عن المستقبل، فالمسألة تتعلق بالتطورات”، ومتمنياً “ألا يتدهور الوضع أكثر وأن يحمي الله لبنان والشعب اللبناني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى