سياسة

الصايغ من المجدل: من يسعى ليطبق منطق صبره الاستراتيجي ضد العدو على أخوته في الوطن فهو يرتكب خطأ في الحساب وخطيئة في الوطن

أحيا قسم المجدل الكتائبي ذكرى شهدائه بقداس أقيم في كنيسة مار سابا في البلدة رأسه الأب جوزف الخوري وبحضور النائب الدكتور سليم الصايغ، أعضاء المكتب السياسي بشير عساكر ومنير الديك وأرز فدعوس، رئيس إقليم جبيل حليم الحاج، رؤساء أقاليم كسروان ميشال الحكيّم وبعبدا جورج جمهوري والبترون الياس الياس وزغرتا لينا البايع، عضو المكتب السياسي السابق المهندس روكز زغيب، السيدة غيتا جرمانوس، السيد غسان جرمانوس، مختار المجدل يوسف عساكر، رئيس مصلحة الشهداء مانويل درغام، رئيس مصلحة الشؤون الفنية والثقافية بيار البايع، رئيس مكتب الخمسينيين في مصلحة التكريم الحزبي عبدو عبدالله، رئيس قسم المجدل ايلي عساكر، وحشد من رؤساء الأقسام وكتائبيي المجدل وأهالي البلدة.

وبعد وضع الأكاليل على نصب شهداء البلدة أقيم لقاء في صالة الكنيسة تم خلاله تكريم مؤسس ورئيس القسم السابق منصور عساكر بمناسبة مرور خمسين سنة على انتسابه للحزب، حيث تم تسليمه الشارة الذهبية وشهادة تقدير من رئيس الحزب.

وافتتح اللقاء بالنشيدين الوطني والكتائبي، ليعرض بعدها وثائقي عن تاريخ قسم المجدل منذ تأسيسه.

وتوجه بعدها رئيس الكتائب سامي الجميّل برسالة للحضور حيا فيها الرفاق في قسم المجدل وإقليم جبيل آملاً ان يكون الحفل مناسبة لكي نتذكر كل من قدم حياته لنبقى. وحيا الرفيق منصور عساكر رفيق الدرب الذي حافظ على الخط التاريخي للحزب وأولاده يكملون اليوم المسيرة. وعلى أمل اللقاء القريب شدد رئيس الكتائب أن املنا سيبقى كبيراً بالمستقبل لنبني وطنا يليق بأبنائنا وعلى قدر تضحيات شهدائنا.

وفي كلمة له إعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ أننا اليوم أمام  مناسبتين، مناسبة نستذكر فيها الشهداء الذين يسكنون الجنة فنطلب شفاعتهم لدى الرب الخالق، ومناسبة نكرم فيها الرفيق منصور عساكر الذي أعطى لمدة ٥٠ عاما” القضية كل قدرته ووجدانه وعقله، فربط التاريخ وعقد الآمال وزرع الرجاء حاملا” جراح فراق الرفاق والعمر الفاني والنكسات والمآسي على صليب الله والعائلة والوطن ليستحق بحق لقب “الشهيد الحي”.

إن الزمن العصيب الذي نجتاز يدعوني لتوجيه رسائل بمستوى التحديات.

الرسالة الاولى للاخوان لأهل المقاومة الاسلامية في لبنان الى متى ستستمرون بتمزيق الستارة اللبنانية والوحدة الوطنية والشراكة، والى متى الإتكال على صبرنا؟

عندما يكون صبرنا مرتبط بالوجود يكفي أن توافونا إلى يانوح وقاديشا وقنوبين. أنظروا إلى كهوف الأجداد التي تحولت إلى كنائس ومناسك ومذابح ومباخر للحرية. هناك منذ ٢٠٠٠ عام تحولت القبور المظلمة الى منابر نور وقلاع الطبيعة إلى جسور حضارة، ووعورة الأرض إلى ارادة عبور . هذا هو الصبر الوجودي الذي لا  يمتحن ولا يسقط لأنه من طبيعة لا يعرفها إلا من إرتقى في جوهر معنى لبنان ورسالته. أما من يسعى ليطبق منطق صبره الاستراتيجي ضد العدو على أخوته في الوطن فهو يرتكب خطأ” في الحساب وخطيئة في الوطن.

لا تحولوا صراعكم الإستراتيجي مع العدو إلى صراع وجودي مع الشريك في الوطن . إن قدرتنا على الصبر من الوجود لا محدودة من دون الحاجة إلى إثبات. أما نيتنا في تحمل الصبر الاستراتيجي عندما يضرب الوجود الحر تصبح محدودة. فلا تراهنوا على الحمل الوديع والأسير  الصامت والرهينة الساكنة.

الرسالة الثانية هي للزملاء النواب في مواجهة سطوة المال  والفساد والسلاح. كم نائب وقف في مسألة المواد السامة في معمل الذوق . وفي موضوع مطار القليعات وحامات كم منهم سأل عن إحتمال توقف الطيران في مطار بيروت، واكد أن تشغيل مطار القليعات ينقصه قرار وزير، ولكن ما من أحد يجرؤ على ذلك. نريد مطارا” يفتح غدا” والامر نفسه في مرفأ جونية، ولن نقبل بعيش بمواطنية معلقة وبحُرية مرتهنة.

مرفأ جونية يستطيع أن يعمل بسرعة لإراحة أبناء الجبل  وينقصه فقط توقيع الوزير.

وكشف النائب الصايغ عن مخطط جوي في لبنان وقال: قمنا بجولة على الفعاليات والبعض منهم إستعمل معنا سياسة الكذب والدجل ليبقى الإطباق على الرقاب في مطار رفيق الحريري الدولي.

الصايغ لم يتردد بوصف بعض المسؤولين بالدجالين ودعا النواب الى وضع يدهم بيد بعض لإنقاذ ما تبقى. الرسالة الثالثة  عن المقاومة الثقافية التي نخوضها في البلد، فقد تخرب هذا الصيف، والاقتصاد والسياحة قد إنهاروا، وخسارة لبنان بالمليارات، وبالتالي كيف نستعيد شبابنا الذين خسرناهم؟.

وهنأ الصايغ القرى والبلدات التي أقامت مهرجاناتها الامر الذي يؤكد أن ما من أحد يستطيع أن يغير ثقافتنا، وأعتبر أن اكبر حدث ثقافي قد حصل هو تطويب البطريرك إسطفان الدويهي الذي أعطى صورة عن فرادة لبنان عبر العصور.

اما الرسالة الرابعة فهي إلى أهلنا في الجنوب، نحن ننحني أمام كل لبناني يسقط على تراب الوطن والشباب الذين يسقطون في الجنوب يعتقدون أنهم سيحررون القدس وفلسطين وتراب لبنان، وعلينا أن نحترمهم والله يقدم الصبر لأهلهم، فهؤلاء ليسوا مجرمين أو مرتزقة وبالتالي كما قال البشير علينا أن نحترم شهداء الجميع، ولكن قيادتهم لم تعد تستطيع القول “لو كنت أعلم” وقبل أن يحاسبها التاريخ فإن الحقيقة ستنفجر بوجههم .

أما الرسالة الخامسة فهي الى المجدل وأهلها لترميم المحبة فيها بعد كل ما عانته في الآونة الأخيرة، وهنا يكمن دور الكتائب في جمع أبناء بلداتنا وزرع المحبة وتوحيد القلوب.

وقي كلمة له بعد تكريمه أكد الرفيق منصور عساكر متابعة المسيرة لكي نبقى اوفياء لذكرى كل الذين غادرونا. واستذكر كل المحطات التي عايشها خلال أكثر من نصف قرن والتي لخصها بأنها كانت تضحية دائمة للبنان بكل شيء إلا بكرامتنا التي تبقى بالنسبة لنا اغلى ما لدينا.

وأكد منصور عساكر أن رسالة الكتائبي لا تنتهي عند التكريم بل تستمر لآخر نبض وآخر نفس تماماً كرسالة الراهب الذي لا ينتظر مقابلاُ لدخوله الرهبنة بل تكريس كامل لنفسه في خدمة رسالته، واذا انتظر مقابلاً لا يعود هنالك نفعٌ لهذه الدعوة!

وشدد منصور عساكر أن هذا الالتزام هو دفاع عن مرامتنا وحريتنا ووجودنا مؤكداً فخره بكل ما أنجزه القسم والرفاق في المجدل وما التكريم اليوم الا اعتراف بنضالهم وبطولاتهم.

أما رئيس القسم إيلي عساكر فشدّد في كلمته أن كل عملنا ونضالنا هو لكي نبقى أوفياء لذكرى شهدائنا ورفاقنا ونتابع المسيرة بالدفاع عن الأفكار والمبادئ التي نؤمن بها.

وأكد عساكر أن المناسبة اليوم مزدوجة مع تكريم مؤسس ورئيس القسم السابق منصور عساكر، وتسلّمه الشارة الدهبية بعد ٥٠ سنة من النضال والتضحية في مدرسة بيار الجميّل والإيمان بالله والتعلق بالوطن والدفاع عن العائلة.

وتابع عساكر معتبراً أن ما نستخلصه من تاريخ القسم ومن الانجازات والمحطات اللي مرّ بها يتأكد مرة جديدة ان القسم  كان ولا يزال حاضراً وجاهزاً في المجدل وفي جرد جبيل، ليكون بجانب أهالي البلدة وهو الذي لم يتركهم أو يخذلهم يوماً.

وشدد عساكر أن رسالة القسم هي استمرارية لما قام به منذ شهرين بتكريس البلدة لمريم العذراء، لبناء المجدل على أسس المحبة والايمان ولو حاول البعض وضع العصي بالدواليب ففي النهاية “ما بيصحّ إلا الصحيح”.

وختم رئيس القسم موجهاً التحية لرئيس الحزب سامي الجميّل مؤكداً الوقوف بجانبه في النضال والمواجهة التي يخوضها دفاعاً عن لبنان وعن المبادئ والقيم التي استشهد رفاقنا في سبيلها، كما التحية للرئيس أمين الجميّل “بي الكلّ” الحقيقي والمدرسة بالثبات والشجاعة والوطنية.

كما القيت بالمناسبة قصيدة للشاعر أسعد نصرالله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى