متفرقات

“لبنان اليوم”: جعجع يلقّنهم درساً في مقدّسات بناء الدولة.. “حيث لا يجرؤ الآخرون”

أحيا حزب القوات اللبنانية مساء أمس قداس ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في معراب. بالفعل، شكّلت القوات أمس مثالاً يُحتذى فيه بالتنظيم والالتزام. أما في المضمون، فلقّن رئيس الحزب سمير جعجع الفريق الآخر درساً في “مقدّسات” بناء الدولة بالشكل والمضمون، معلماً إياهم فنّ الانخراط بالعمل السياسي وبناء الدولة في السلم قبل الحرب.

شكّل خطاب جعجع أمس نقلة نوعية في ظل الأوضاع الراهنة التي تمرّ بها البلاد، إذ رأى مراقبون عبر “النهار” تجرّؤاً استثنائياً من هذا الفريق المسيحي الأساسي لجهة اعلان جعجع خريطة طريق تتجاوز موقفه التقليدي الثابت من الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً لجهة دعوته المفاجئة الى حوار وطني مفتوح في بعبدا عقب انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور للبحث في تعديل الدستور والقضايا المصيرية المتصلة بعنوان “أي لبنان نريد؟”.

في السياق نفسه، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن نهاية الأسبوع شهدت مواقف وردود فعل محلية حول الملف الرئاسي أكدت المؤكد بشأن التباين حول مقاربة التشاور المطروح، على أن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع رفع سقف المواجهة سواء في هذا الملف أو ملف الحرب، معربة عن اعتقادها أن ما سجل يوحي أن أي حراك لهذا الملف لن يجد له أي سبيل.

أبرز ما تضمنه خطاب جعجع اعتباره أن “محور الممانعة يزجّ بلبنان في حربٍ عبثيّة لا أفق لها. وهي حرب يرفضها اللبنانيون وفرضت عليهم فرضاً، ولا تمتّ إلى قضاياهم ومصالحهم بصلة ولا تخدم إلا مشاريع ومخططاتٍ خارجيّة”، مشيراً إلى أن “هذه الحرب التي انخرط فيها “الحزب” يجب أن تتوقّف قبل أن تتحوّل إلى حرب كبيرة لا تبقي ولا تذر”.

سأل: “كيف يسمح “الحزب” لنفسه بأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون وإلى حيث يريد هو فقط وبما يخدم مشروعه وارتباطاته. من أجاز لـ”الحزب” وأعطاه التفويض لأنْ يصادر قرار اللبنانيين وحريّتهمْ ويحتكر قرار الحرب والسلم، وكأنّ لا دولة ولا حكومة ولا سلطة ولا مؤسساتٍ ولا شركاء له في البلد، ولا شعب حتى”. وأعلن أنه “إذا كان البعض يريد تعديل الدستور فلا مانع لدينا. فلننتخبْ رئيساً للجمهورية أولاً، وتبعاً للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بل ندعو، إلى طاولة حوار وطنيّة فعليّة في قصر بعبدا حيث نطرح كلّ شؤوننا وشجوننا الوطنيّة، يتركّز النّقاش فيها على عنوانٍ أوحد: أيّ لبنان نريد؟ ونتّفق على أنّنا لن نخرج من هذا الحوار كما خرجنا من كل الحوارات السابقة، فيما البلد يواصل انهياره، ومؤسساته تتآكل، وشعبه يموت ويهاجر”.

اعتبر أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية يجب ألّا يكون موضع مساومةٍ بل يجب أن يبقى مستنداً إلى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. وليفز من يفز ويلقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفتعل. الطريق إلى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى