اكتشاف علمي جديد: جسيمات نانوية تعبر الحاجز الدموي الدماغي وتستهدف الالتهابات

في إنجاز علمي يُعد خطوة كبيرة في مجال علاج أمراض الدماغ، نجح باحثون من جامعة ولاية أوريغون (OSU) في تطوير تقنية مبتكرة تسمح بإيصال الأدوية مباشرة إلى خلايا معينة داخل الدماغ، وذلك عبر تجاوز الحاجز الدموي الدماغي (BBB)، الذي يُعد من أعقد التحديات في الطب العصبي.

يعمل هذا الحاجز الحيوي كحارس أمن للدماغ، يسمح بمرور المواد الأساسية للحياة الدماغية ويمنع المواد الغريبة والضارة، بما في ذلك العديد من الأدوية. غير أن فريق OSU بقيادة البروفيسور أوليه تاراتولا، من قسم الصيدلة، ابتكر جسيمات نانوية مزودة بسلاسل بروتينية قصيرة تُعرف بالببتيدات، قادرة على اجتياز هذا الحاجز والوصول إلى خلايا مناعية محددة تُعرف بالميكروغليا، وفقا لدراسة نشرتها مجلة «مواد الرعاية الصحية المتقدمة».

– دراسة ضخمة تحدد 15 عاملا للإصابة بالخرف المبكر لدى الشباب
– اكتشاف جزيئات صغيرة جدا في جسم الإنسان «مجهولة» الوظيفة
– باستخدام الذكاء الصناعي.. علماء يطورون أداة لكشف أسرار المخيخ

وتُعد هذه الخلايا مسؤولة عن عدد من التفاعلات الالتهابية داخل الدماغ، والتي تؤدي دوراً رئيسياً في تطور أمراض عصبية عديدة مثل الزهايمر والتصلب المتعدد.

تقنية تثبت فعالياتها

وقال تاراتولا: «في حالات مثل الزهايمر، يُعتقد أن فرط نشاط الميكروغليا يساهم في الالتهاب وتدمير الأنسجة، واستهدافها بدقة يمثل خطوة علاجية محورية».

وأظهرت التجارب على الفئران فعالية هذه التقنية في علاج مرض الدنف (cachexia)، وهو مرض فقدان العضلات الشديد المرتبط بالسرطان. الفئران التي تلقت العلاج باستخدام الجسيمات النانوية أظهرت فقدانًا أقل بنسبة 50٪ في الكتلة العضلية مقارنة بالفئران الأخرى.

ويرى الباحثون أن لهذا الاكتشاف تطبيقات واسعة، حيث يقول تاراتولا: «القدرة على إيصال العلاجات عبر الحاجز الدموي الدماغي واستهداف الميكروغليا تفتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراض دماغية ترتبط بالالتهاب، مثل الزهايمر والتصلب المتعدد».

المصدر: بوابة الاوسط