الاعتراضات تتفاعل داخل “تيار سياسي”
تكشف مصادر مطلعة، أن “أصداء التحذيرات، الأقرب إلى التهديدات، التي أطلقها رئيس تيار سياسي قبل فترة قريبة، مصوّباً على معارضي سياساته ومواقفه من النواب والقياديين والمحازبين، لا تزال تتفاعل داخل صفوف الـ”تيار”، إذ اعتبر عدد من المستهدفين من قبل رئيس التيار، ولو لم يسمِّهم بالمباشر لكنهم باتوا معروفين، أن هذه التهديدات لم تنفع في الماضي ولن تنفع اليوم، فليس هكذا يتم مخاطبة مسؤولين وقياديين أساسيين لهم تاريخ طويل من النضال في صفوف الـ”تيار” بأصعب الظروف، بهذا الشكل العلني ومن فوق المنابر، بل إن أبسط القواعد الحزبية تقضي بالحوار في الغرف المغلقة، إن كان هناك حرص على وحدة الـ”تيار” ورصّ صفوفه والحفاظ عليه”.
المصادر ذاتها، تشير عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن “المعارضين المقصودين بكلام رئيس التيار، يعتبرون أن من حقهم أن تكون لديهم وجهة نظر ورأي في الملفات والقضايا المطروحة، خصوصاً بعدما تبيَّن خطأ السياسات السابقة التي أوصلت الـ”تيار” إلى الحضيض وكلّفته الكثير من الخسائر على المستوى الوطني والسياسي والشعبي، فالتراجع الدراماتيكي الذي يشهده التيار على مستوى التأييد الشعبي ماثل للعيان، وانتخابات العام 2022 خير دليل، إذ بات الكثير يعيّرنا بأن نصف نوابنا هم إكرامية من هذا الحزب أو ذاك لأهدافه الخاصة لا بفضل قوتنا الشعبية المتهالكة والمتراجعة إلى حدٍّ خطير”.
من هنا، يرى المعترضون على سياسات رئيس الـ”تيار” ، وفق المصادر نفسها، أنه “إن كان لا بدّ من المحاسبة وصولاً إلى طرد الأصوات الحرة في التيار، على الرغم من تاريخها النضالي الطويل، أو دفعها للإستقالة نتيجة القرف واليأس من الإصلاح، فلتبدأ المحاسبة من فوق ولتكن شاملة مهما بلغت المراتب، لنرى من يتحمّل كل هذا الفشل الذريع الذي وصلنا إليه خصوصاً في عهد الرئيس السابق ميشال عون، وليتحمّل كل واحد مسؤوليته. لكن التهديد بمزيد من الفصل والطرد من صفوف التيار، يعني أن حالة الانهيار والتفكك مستمرة للأسف، وأن العنجهية لن تتوقف والاستعلاء والاستكبار على كل من له رأي مخالف مستمر. هذه الأمور غير مقبولة، فللناس كراماتها ونضالها وتاريخها، وإن كان الهدف فعلاً الحفاظ على التيار فليخضع الجميع للمحاسبة لا استهداف البعض لأنهم لا يقبلون الزحف وتبويس الأيادي، والرهان على أنهم سيخضعون في النهاية لأسباب عاطفية متعلقة باحترامهم لمرجعية التيار المؤسِّسة”.