خاص – “تجار الأزمات”.. أرباح فاحشة برفع الأسعار

على الرغم من التطمينات التي أطلقها وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام حيال تشديد الرقابة وضبط المخالفات وتسطير مئات وآلاف المحاضر بحق “تجار الأزمات”، كما أسماهم، الذين يستغلون الأوضاع القائمة لرفع الأسعار على المواد الغذائية والاستهلاكية وأن الأسعار لا تزال منخفضة بمعظمها بالمقارنة مع عدد من البلدان المجاورة، غير أن المواطنين لا يلاحظون ذلك على أرض الواقع، إذ ترتفع شكواهم من ارتفاع الأسعار في الأسواق والسوبرماركت والمحلات بين يوم وآخر بالتزامن مع التطورات الحاصلة والتصعيد الحاصل والمخاوف من توسع المواجهات في الجنوب إلى مستوى المواجهة الشاملة.

عدد كبير من المواطنين يشتكون عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، من أن “ارتفاع الأسعار طاول معظم السلع والمواد الغذائية والخضار والفاكهة”، معتبرين أن “الجهود والمكافحة والمراقبة التي تبذلها وزارة الاقتصاد والتجارة غير كافية، فجشع بعض التجار الذين وصفهم سلام ب”تجار الأزمات” لا حدود له، وربما لا يكترث هؤلاء لمحاضر الضبط المسطّرة بحقهم نتيجة رفع الأسعار إلى درجات تتخطى الربح المشروع، لكون الغرامات التي يدفعونها تبقى أقل من الأرباح غير المشروعة التي يحققونها”.

على سبيل المثال، وفق ما يقول المواطنون: “ليس بالضرورة أن نلاحظ ارتفاع الأسعار على سلع معينة بنسبة 50 أو 70% ف”تجار الأزمات” أذكى من ذلك. يكفي أن ترتفع الأسعار بنسبة 10% على سلع معينة ليحقق التجار الجشعون أرباحاً بمئات آلاف الدولارات، مراهنين ربما على أن المواطن لن يشعر بهذه الزيادة في الأسعار، أو ربما يمكنهم تبريرها تجاه الهيئات الرقابية بألف حجة وحجة”.

يضيفون: “المواطن لن يفتعل ضجة على سلعة غذائية مسعّرة بدولار واحد للكيلو مثلاً كثمن طبيعي مع الربح المشروع، إذا أصبح سعر الكيلو 1.10 دولار. لكن لنتخيّل سلة التبضع المتوسطة من 20 سلعة غذائية مع زيادة في الأسعار 10%، سترتفع أسعار السلة بضعة دولارات. من ثم لنأخذ سوبرماركت يدخلها 2.000 أو 3.000 زبون في اليوم وتتلاعب بالأسعار على هذا النحو، لكم أن تتخيّلوا الأرباح غير المشروعة بآلاف الدولارات يومياً وعشرات وربما مئات آلاف الدولارات شهرياً. بالتالي يجب رفع الغرامات على “تجار الأزمات” إلى مستويات موجعة ورادعة تلجم جشع بعض التجار، وإلا سيبقى المواطن يدفع الثمن ويبقى كل الكلام عن الرقابة والمكافحة بلا نتيجة”.