جعجع والقوات بخير.. ما تزعلوا!
لميليشيا إيران في لبنان جيش آخر رديف، لا يقل قدرة عن ترسانته العسكرية، جيش من بيئته الحاضنة بطبيعة الحال، وآخر “زميل” من بعض “العونيين” والممانعين المفترضين، وما يسمى أيضًا باليسار الغوغائي ذاك، الذين يقتنصون الخطابات والمواقف المناهضة للحزب أو للتيار، ويبدأون “عملهم” في إطلاق الشائعات والحملات وتجييش بيئتهم ضد كل ما يمت بصلة، لـ”القوات اللبنانية” أولًا ومن بعدها المعارضة ككل.
طبعًا حقل القوات خصب، لأن بيادرنا دائمًا ممتلئة بالعاملين فيها، نحن نزرع مبادئ الحق والحقيقة عبر الإعلان عنها، والمجاهرة بها على مدار الساعات والأيام، ونوابنا ومناضلونا يملأون الصفحات بالمواقف الجريئة، التي لا تحابي ولا تمالق أحدًا، بل تقول الحقيقة بكل ما فيها من فظاظة وقبح من دون مراعاة “لمشاعر” هؤلاء الممانعين، أصحاب الحقول الضحلة الممتلئة بالخداع وبالتحايل على الشعب اللبناني، علمًا أن كل تلك الألاعيب صارت مكشوفة، وأوراق الجميع صارت مفلوشة بوضوح تام على طاولة لبنان الجريح المسكين المطعون بهؤلاء.
تعرفون تلك المقولة الشهيرة، يطلق الحاقدون الشائعة وينشرها الحمقى ويقبلها البلهاء، لكن في لبنان من يقبلها ليس البلهاء، فنحن مشهورون أننا شعب ذكي نفهم على الطاير، والأهم من ذلك، أن بعضنا شعب يعيش وينتعش ويقتات ويحيا من الشائعة، لأنها وحدها تبني له بيتًا ما، حيثية ما، حقيقة وهمية ما، لأنه لا يملك حقيقة واقعية ينطلق منها الى الناس، فيبني صرحًا من كذبات كلما ضاقت به أمور الكرامة والاحترام والحقيقة الموجعة، يفتح بابه ويطلق أسرابًا من الشائعات علها تصبح حقيقة بنظر الناس، وعلّ الناس تلتفت أخيرًا اليهم بعين الاحترام!
مقدمة طويلة نسبيًا لمقال ليست غايته التحدّث عن هؤلاء التافهين في بلادي، وكل حاقد هو تافه، ولكن الغاية تسليط الضوء على هؤلاء لكي يبقى الرأي العام في خانة معرفة الحقائق كما هي وليس الغرق في الشائعة.
قالوا سمير جعجع مريض جدًا في المستشفى، ونشروا مقاطع فيديو تظهر مدخل أحد المستشفيات وهو يغص بالمناصرين! لكنه فجأة نهض وتعافى! أي سفاهة تلك، أي سخافة أي حقد هذا يا الله؟ لو كان سمير جعجع هو من قاد البلاد الى الدمار في الجنوب، عبر استدراج لبنان الى حرب عبثية مدمرة بهذا الشكل، ماذا كانوا ليفعلوا أو يقولوا؟! والحقيقة أنهم ما كانوا ليقولوا أو يفعلوا شيئًا، لماذا؟ لأنهم جبناء يخشون القوي بسلاحه وليس بالحق الذي يملكه. هؤلاء جبناء لأنهم يخشون من يحتل لبنان، بدل أن يخافوا على من يواجه هذا الاحتلال باللحم الحي. جبناء لأنهم ضعفاء بالكرامة، فلو كان الحكيم والقوات مسلحون موزعون على الأرض يزرعون إرهابهم في كل مكان، لجعلوا منهم أيقونات وطنية، كما يفعلون الآن مع جماعة الحزب، حتى لو كانوا يكرهونهم في العمق، لكنهم أدمنوا الرأس المنحني بالذل، والمحاباة والممالقة والخداع على مر السنين على حساب سيادة لبنان وكرامته.
… وفيما كنتم تتناقلون خبر صحة “القائد”، كان هو مع رفاقه في معراب، في أحد الاحتفالات المناطقية المكللة بغار لبنان، كما هي عادة القوات. أعرف أن كلمة “قائد” تنغص عليكم أكثر وأكثر إذ ان لا مثيل عندكم لقادتكم، علمًا أن المرض ليس عيبًا ولا مكابرة على إرادة الرب، كلنا تحت سمائه أبناء مطيعون لإرادته العظيمة، ولا قائد عنده الا الحب، وطالما هو بصحة جيّدة كما يشاء الرب، سيبقى حصرمة التافهين الحاقدين المحتلين وأتباعهم السفهاء. وتكفي تلك المساحة للرد على خبثكم.
لم تقف الأمور عند هذا الحد بالتأكيد، إذ خاب أملهم عندما عرفوا أن شائعة صحة الحكيم لم تعبر كما كانوا يشتهون، فأشعلوا “انتيناتهم” باتجاه نوابنا، بدأوا بالنائب أنطوان حبشي الذي نشر صورة لشباب القوات وهم يتعرضون لخراطيم المياه يوم 7 آب 2001، فكتبوا له انه زوّر الصورة من خلال الفوتوشوب، ومن تعرّض هم شباب التيار وما شابه من سخافات، ولما لم تلق الكذبة الصدى المطلوب أيضًا وأيضًا، اقتطعوا كلامًا للنائب غادة أيوب وقالوا إنه خطاب عنصري يدعو للطائفية ونبذ العيش المشترك وما شابه، وصنعوا بلبلة مزيفة، وتبين بالتأكيد هدف الهجوم المفترض على أيوب، ولم يتمكن حقدهم وضعفهم تجاه القوات، من صنع حقيقة مفترضة في خيالهم يريدون بقوة الكذب غرسها في أذهان الناس.
طبعًا هو أمر متعب أن تبقى تلاحق التافهين المنتقدين من دون قضية ولا مضمون ولا حقيقة مبرمة، الا يقولون أيضًا إن في أحيان كثيرة يكتشف اولئك المنتقدون باستمرار للآخرين، وما يقولونه من شائعات، أنه ما يفتقر اليه هو نفسه؟ نملك الكرامة ولا تملكون، نملك الشجاعة وانتم تفتقرون اليها، نملك الحقيقة، وانتم تخشون النطق بها، نملك تاريخًا طويلًا من النضال والشهداء، وتملكون تاريخًا من الخداع والفساد غير المسبوق في تاريخ الجمهورية اللبنانية. فليكذبوا ولينشروا الشائعات ما طاب لهم، فان لم يفعلوا لن يكونوا على قيد الحياة، فهم أموات تحييها الشائعة.